Skip to main content

نتيجة الاستفتاء في مصر: 88.8 في المئة من الناخبين صوتوا بنعم للتعديلات الدستورية

درست رضية، ذات الـ 43 عاما، في جامعة صنعاء الإعلام، ثم العلوم السياسية وتخصصت في الدراسات النسوية، وعملت لفترة مع جهة حكومية مهتمة بأوضاع المرأة، لكنها قررت التحول إلى العمل الحقوقي.
"رأيت أثناء حرب صعدة الأولى أسوأ أنواع الانتهاكات كالاعتقالات، والقتل والدمار. استفزتني الحرب فأخذت أكتب عنها في وسائل الإعلام، فبدأت عائلات المعتقلين والمختفين قسريا تزورني وتحكي لي، حتى انخرطت في العمل الميداني الحقوقي. وعلقت فيه".
عام 2006 التقت رضية بعبد الرشيد الفيقه، وبعدها بعام أسسا منظمة اسمياها "مواطنة"، لكن وزارة الشؤون الاجتماعية رفضت حينها توثيق المنظمة. "لو عملتو فرقة رقص لن نعطيكم تصريح"، هكذا قالوا لهما.
تزوجت رضية وعبد الرشيد عام 2010، وبقي فريقهما مقتصرا عليهما فقط، وأخذا يتعاونان مع عدد من المنظمات الدولية مثل هيومن رايتس ووتش.
شاركا في ثورة عام 2011 ضد حكومة الرئيس السابق علي عبدالله صالح - لا كثوار بل كحقوقيين؛ إذ لم يعجبهما كثيرا مما رأياه من "تغيرات" في مسار الثورة. عن تلك التحولات، تشرح رضية، أنه حدثت حالات استقطاب حادة في الثورة، وسقط جزء كبير من النخبة في لعبة الاستقطاب السياسي تلك، كما وقعت انتهاكات داخل ساحات المظاهرات، وأصبح التركيز على فكرة "التخلص أولا من الرئيس، بدلا من فكرة تغيير النظام الفاسد كله".
تمكنا من إشهار المنظمة عام 2013 وكونا فريقا، وصل عدد أفراده اليوم إلى 71 شخصا، يعد تقاريرا عن انتهاكات الحرب في 20 محافظة بعد إجراء المقابلات والتحقق مما جرى.
"منظمة مواطنة إنجاز كبير جدا؛ فليس من السهل أن تنشأ منظمة حقوقية تنافس في مهنيتها وأدائها وقوتها المنظمات الدولية في فترة صعبة كالفترة التي يمر بها اليمن".
تعرضت رضية ورشيد لحملات تحريض وكراهية، ويتهمان بأنهما عملاء للحوثيين (خاصة وأن عائلة رضية تنحدر من جماعة الحوثيين)، وقرارهما البقاء في صنعاء لم يكن سهلا فهما يعيشان "في وضع مجنون وسط مجموعات مسلحة"، حيث يتوقع "أن يحدث أي شيء"، كما تقول رضية.
ترى رضية أن هناك "حملة قمع ممنهجة ضد المجتمع المدني في اليمن، وفي كل البلاد العربية"، وتخبرني كيف كانت مساحة العمل المدني في اليمن أكبر في فترة ما قبل الحرب الحالية.
لكن، لم يكن النشاط المدني وحده ما شلّته الحرب - الحرب غيّرت كل شيء.
سألتها عن أسوأ ما حدث لمدينتها، صنعاء، عاصمة اليمن.
"في صنعاء بالذات كل ما حدث هو أسوأ شيء: دخول الحوثيين (في سبتمبر/أيلول 2014) إلى العاصمة والسيطرة عليها بالسلاح؛ رؤية طفل مسلح يسير المرور بدلا من رجل المرور؛ القصف الجوي من قبل قوات التحالف والذي بسببه مات ناس بأعداد مهولة؛ وقمع الحوثيين للناس؛ ورؤية ناس في جوع مدقع بينما تفتتح مطاعم ومولات للأثرياء الجدد".
تتذكر كيف كان كل أطفال حارتها يذهبون للمدارس قبل عام 2014، أما اليوم فصور أطفال جندوا كمقاتلين على الجبهات، وقتلوا، تغطي أبواب منازلهم.
لاتزال رضية غير قادرة على استيعاب ما حدث لأبناء بلدها: "لم يحدث أبدا أن مات الناس من الجوع في اليمن، كما أنه معروف أن المجتمع مترابط. لكن عدم دفع الرواتب منذ سنوات للموظفين إهانة كبيرة لهم. أبناء الطبقة الوسطى ينامون جوعى غير قادرين على طلب المساعدة. بسبب كل هذا بدأنا نرى الآن فقط جرائم مثل الاغتصاب والسلب والقتل".
ترفض رضية تعليقي عن صعوبة إيقاف هذه الحرب حاليا، وتقول: "عبارة (لا يوجد مخرج في اليمن) ترعبني. المجتمع الدولي قادر على إيقاف الحرب في اليمن لأن هناك توازن ضعف بين جميع الأطراف اليمنية وهذا ليس موجودا في بلدان كثيرة".
في ديسمبر/كانون الأول 2018 عقدت جولة جديدة من المشاورات في العاصمة السويدية ستوكهولم بين وفدي حكومة هادي والحوثيين. وكان اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة غربي اليمن، إلى جانب اتفاق إطلاق متبادل لآلاف الأسرى والمعتقلين أبرز ما نتجت عنه. وبعد أكثر من أربعة أشهر على تلك المفاوضات، ما يزال طرفا الحرب يتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل تنفيذ الاتفاقين تحديدا.
سألتها عن الغياب الكبير للمرأة على طاولات المفاوضات.
"هناك ضجة على وجود المرأة في المفاوضات"، تقول رضية. "أخاف أن نركز على الشكل وننسى المضمون. الحرب دفعت بالمرأة اليمنية إلى الخلف. وجودها على طاولة المفاوضات مهم لكن الأهم عملها ضمن المجتمع المدني الذي يعاني ضغطا ممنهجا".
قبل شهر عاد عبدالرشيد الفقيه إلى صنعاء، في حين لم تنته جولة رضية التي تؤكد أنها سترجع رغم أنها تخشى عدم القدرة على السفر مجددا.
"خلقنا مساحة للعمل (في اليمن) ليس من حقنا أن نتركها ونرحل. خلقنا مساحة للتأثير. أكثر من سبعين شخصا يعملون معنا على الأرض كيف أتركهم وأرحل".

Comments

Popular posts from this blog

احتجاجات هونغ كونغ: اشتباكات بين الأمن والمتظاهرين

أطلق ضابط شرطة في هونغ كونغ رصاصة من مسدسه على المحتجين، الأحد ، في أول استخدام للطلقات الحية ضد التظاهرات التي اندلعت منذ يونيو/حزيران الماضي. وأظهرت صور الاحتجاجات العديد من ضباط الشرطة يوجهون البنادق نحو المتظاهرين، وأطلقوا الرصاص المطاطي وقنابل الغاز لوقف المتظاهرين الذين كانوا يطاردونهم بالعصي. وأبلغت الشرطة وسائل الإعلام المحلية أن إطلاق الرصاصة جاء لتحذير المتظاهرين، وأن العديد من الضباط نُقلوا إلى المستشفى بعد الإصابة جراء الاشتباكات. وفي سابقة هي الأولى منذ الاحتجاجات، نشر ت الشرطة مدافع المياه لاستخدامها ضد المتظاهرين في وقت سابق من اليوم . وامتدت الاحتجاجات إلى منطقة تسيم شا تسوي، بعد ان كانت قد بدأت في منطقة تسوين وان. وجاءت المظاهرات احتجاجا على مشروع قانون تقدمت به الحكومة لتسليم المجرمين إلى الخارج (وخاصة الصين)، وتحولت بعد ذلك إلى احتجاجات أوسع نطاقا ض د الحكومة، لكن تطورات يوم الأحد تمثل تصعيدا خطيرا في الاضطرابات . وكانت منظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان، قد حذرت في وقت سابق هذا الشهر، من خطورة استخدام مدافع المياه والتي يمكن أن تسبب إ صابات خطيرة وت...

مصر.. براءة 40 متهما في قضية التمويل الأجنبي

قضت محكمة جنايات القاهرة ببراءة 40 متهما في القضية المعروفة إعلاميا بـ"التمويل الأجنبي"، خلال إعادة محاكمتهم . وصدر الحكم حضوريا لصالح 38 متهما، وغيابيا لصالح متهمين اثنين، كما قبلت المحكمة تظلم متهم آخر على قرار منعه من السفر. إقرأ المزيد مصر.. محاكمات في قضية "التمويل الأجنبي" وكانت محكمة جنايات القاهرة أصدرت في يونيو 2013 أحكا ما بالإدانة تراوحت ما بين السجن 5 سنوات غيابيا بحق 27 متهما، ومعاقبة 5 متهمين بالحبس لمدة عامين مع الأشغال الشاقة، ومعاقبة 11 متهما بالحبس لمدة سنة واحدة مع وقف التنفيذ، والقضاء بحل فروع منظمات المعهد الجمهوري وا لمعهد الديمقراطي ومنظمة فريدوم هاوس وال مركز الدولي الأمريكي للصحفيين ومؤسسة كونراد الألمانية، وإغلاق مقارهم بمصر ومصادرة الأموال والأمتعة المضبو طة وجميع الأوراق والأدوات المضبوطة في مقار هذه المنظمات. لكن محكمة النقض المصرية قضت بإلغاء ا لأحكام الصادرة في هذا القرار، وإ عادة محاكمة المتهمين....

قيل إنها احرقت حية وماتت لاحقا متأثرة بجروحها

مما لاشك فيه أن العداء بين الفولاني والبيرو م سبق ظهور فيسبوك بفترة طويلة، ولكن الشرطة والجيش في ولاية الهضبة على قناعة تامة بأن الصور المرعبة والمعلومات الكاذبة التي نشرت في موقع التواصل الاجتماعي في 23 و24 يونيو / حزيران كان لها دور مهم في إثارة أع مال الثأر التي وقعت لاحقا. قال لنا تيوبيف تيرنا ماتياس، مسؤو ل العلاقات العامة في شرطة ولاية الهضبة، "كانت الصو ر، تلك الصور المزعومة التي قيل إن مصدرها هجوم غاشيش هي التي ألهبت غضب الناس. لم تتعرض جوس لهجمات ، ولكن بسبب هذه الصور التي رأوها اغلق ت الطرق في اليوم التالي وقتل العديد من الناس. أحرق ت السيارات وقتل فيها العديدون. " لم تكن تلك المرة الأولى التي شاهد فيها ماتياس تعليقات نا رية مستفزة في مواقع التواصل تليها أعمال عنف في بلدات وقرى ولاية الهضبة. فهو يقول، "ال أخبار الكاذبة التي تنتشر من خلال فبسبوك تقتل الناس." خضع فيسبوك لمراقبة دقيقة في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا لل دور الذي لعبه في نشر "الأخبار الكاذبة." ولكن م ا الذي عساه أن يتوقع عندما يسمح لأخبار من هذا النوع بالانتشار ...